توم مالينوسكي: اغتنام فرصة ما بعد داعش من اجل تعزيز الديمقراطية و التضمين
“الأكراد هم حلفائنا، ونحن نريد ان يكون أقليم كردستان مثالا ناجحا للديمقراطية. وفي هذا الصدد، سوف نستمر في بناء الديمقراطية في إقليم كردستان لأن هذا هو أفضل وسيلة لكسب الدعم الدولي.” هذا ما عبر عنه السيد توم مالينوسكي،مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الديمقراطية و العمل و حقوق الإنسان في ندوة نظمت من قبل مؤسسة الشرق الأوسط للبحوث تحت عنوان “اغتنام فرصة ما بعد داعش من أجل تعزيز الديمقراطية و حقوق الإنسان”، في 11 شباط 2015 في أربيل.
آخذا الوضع الراهن بنظر الإعتبار، أكد السيد مالينوسكي أن المنطقة تتمتع بقدر أکبر من الأمن والثقة منذ شهر آب ٢٠١٤ عندما اقترب داعش و بخطورة من حدود أربيل. و لکن تبقى هناك تحديات تتم مجابهتها من قبل الولایات المتحدة وبالتنسیق مع بغداد وأربیل. في مستهل اللقاء، أشاد وأثنی السید مالينوسكي علی کرم و مروءة الشعب الکردي في إستظافة النازحین الداخلین واللاجئین السوریین (٢٠٠،٠٠٠). بالإظافة إلی ذلك قال مالینوسکي أن الولايات المتحدة مهتمة بمسألة النازحیین الداخلیین فهم بحاجة الى الغذاء و المأوى و العمل و الأمان و حفظ الكرامة فقد وفرت الولايات المتحدة ٢٨٠ مليون دولار امريكي من خلال الأمم المتحدة للتخفيف عن معاناة اللاجئين.
فیما یختص بداعش، صرح السید مالینوسکي أنە لا يمكن للعراق أن يهزم داعش بمفرده، وإنما يتطلب الأمر تحالفا واسعا على الأطر الوطنية و الاقليمية و الدولية مشیرا إلی إلتزام الولايات المتحدة بالقضاء على داعش، حيث قال “نحن نقف هنا معمكم”. کما وأشار أیضا إلا ان المشاکل السیاسیة کانت من العوامل الرئیسیة التي سببت ظهور داعش ولکن الوضع الراهن یتطلب التدخل العسکري. ونوه أیضا أن من الأمور الضروریة والمهمة هي مسأڵة إحترام حقوق الأنسان والحد من إنتهاکها. فيما يتعلق بالسنة، یری السید مالينوسكي أنه إذا تعرض السنة المدنيين الى القتل و الإستهداف فسوف لن يكون لديهم أي خيار سوى الوقوف الى جانب داعش و دعمهم. کما وتحدث أیضا عن وجود مخاوف داخل أقلیم کوردستان من تسلل أو مجئ عناصر داعش خلال عملیات النزوح ولهذا فإنه من الضروري رسم سیاسات ووضع خطط تتخطی هزیمة داعش فقط. لذلك فأنه من الملزم عدم إستهداف أية فئة والقیام بالتدابیر الظروریة لتسهیل عملیة عودة النازحین.
أخيرا، تحدث السيد مالينوسكي عن أنطباعه القوي و الإيجابي عن كوردستان بما فیها من المٶسسات الداعمة للدیمقراطیة وبما فیها من القیم فضلا عن إحترام التنوع و الاختلاف بين مكونات المجتمع. و مع هذا فقد نبه الأكراد من أن هذه القيم من الممكن أن تفقد بسهولة في ظل تواجد تهديد خارجي، كما حدث في الولايات المتحدة بعد أحداث الحادي عشر من أيلول عام ٢٠٠١ . و إستنادا الى التجربة الأمريكية، قال مالينوسكي كلما خاطرت الولايات المتحدة بقيمها،فقد وقعت ليس في خطأ اخلاقي فحسب و إنما أستراتيجي ايضا. ولذلك، یحتاج أقلیم اقليم كوردستان ان يحافظ على قيمه وخصوصا في ظل الازمة الراهنة کما و یجب علیه أن یعلم أن المجتمع المدني هو العنصر الأهم في الحرب ضد داعش.
و تحدث السفير الأمريكي، ديفيد سابرشتين، عن أنه يمكن ايجاد الميول التشددية في كافة الأديان بما فیها البوذیة، المسیحیة، الإسلام، الیهودیة والهندوسیة. و أكد السفير على اهمية تکوین إنسجام بين الادیان، و التسامح الديني كعوامل اساسية في بناء السلام العالمي.
و أكد البروفيسور دلاور علاءالدين في كلمته الافتتاحية أن قادة اقليم كوردستان ملتزمون بالديمقراطية و بأن شعب كوردستان يثمنون المساهمة و دور الولایات المتحدة الامريكية في الحرب ضد داعش. و دعا الولايات المتحدة الى مواصلة دعم عملية بناء الوطن وترسیخ الديمقراطية و بناء الدولة و حقوق الانسان و ذكر بأن هذه القيم هي المبادئ المشتركة بين اقليم كوردستان والأمریکیین.
في جلسة الاسئلة و الاجوبة التي اجريت حسب قاعدة تشاتهام هاوس، تمت مناقشة مواضيع متعلقة بإتجار البشر و الحرية الدينية و تنظيم المشاريع الصغيرة و المتوسطة بصورة حيوية .